: تعرفنا على الشيخ محمود رحمه الله تعالى
ان الله تعالى جعل أسراره العظيمة فيمن اختارهم من عباده, والأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف, واكرام الله تعالى لازمنا في مقتبل أمرنا ولم يفارقنا, وهذا ماكنا نشعر به دوما, لذا عرفنا بقرة العين والقلب شيخنا رحمه الله تعالى, حيث بدأنا سلوكنا بين يديه, وامتزجت أرواحنا به شوقا اليه وتعشقناه عشق الصادقين, وأحببناه حب المخلصين
وقد ذكرت ذلك قبلا حيث قد ظهرت لي لوامع محبته, ووابل اكرامه, وكنت أول معرفتي به أكثر من نظري اليه, لأنني كنت أرى من خلال تقاسيم وجهه البراقة واللامعة نافذة الأسرار, والغرابة تكمن فيها, وأبواب الأنوار فيها سر معانيها
فقد أكثرت ملازمته وحضور دروسه الخاصة والعامة, وكنت لاأقطع أمرا دونه, فكان هو العمدة لنا في أعمالنا وتحركاتنا ونفوسنا وخطراتنا وأنفاسنا, والصادق المخلص تنجذب اليه القلوب انجذابا عجيبا وتنساب اليه النفوس انسيابا غريبا
وكما أولياء الله تعالى يعانق العلم قلوبهم وجوارهم, كذلك تتسابق المعاني الروحية لتنمو في هيفات وومضات حياتهم
لذا هذبوا المريدين, ولقنوهم الأذكار ليحلوا, وأعطوهم الوراد لينموا ويعلوا, لذا سألت شيخنا التكرم والتفضل, لجعلي من المريدين الذاكرين باعطائي الطريقة والورد, فطلب مني الاستخارة والتي يقصدون من خلالها الفتوح بغزارة, وكما طلب مني امتثلت لأمره, وكنت مقيدا برغبته, ولم أعلم أن وراء ذلك مجموعة من الأسرار والمعاني, وتوجهات جليلة من روائع الأماني, فكان ماذكرته في صفحة (110) من تلك الرؤيا العظيمة الرائعة التي رأيتها فقد أتت كالشمس في رابعة النهار, تنطق بالحق وبالحق نطقت