: بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يحمد على السراء والضراء سواه . ولايجري في ملكه الا ماقدره وقضاه سبحانه من اله عظيم قدر و قضى . وأوجد وأفنى . وأضحك وأبكى . وأمات وأحيا . له الحمد في الأولى والآخرة . وله الحكم واليه ترجعون
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أنزل الله عليه في كتابه المكنون ( وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون ) . وعلى آله و أصحابه الطيبين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين
أما بعد فانه ليحزننا الحزن كله ويحز في نفوسنا , ويضاعف آلامنا , ويزيد في حسراتنا أن نقوم بتأبين علم العلماء وشيخ الشريعة السمحاء , العالم الحجة المبرز ذي الشهرة العالمية في الحديث والتفسير والأصول والفروع والفقه والتصوف وتعبير الرؤية العلامة العارف بالله الولي الأكبر الشيخ
محمد أبو الخير الميداني
رئيس رابطة العلماء . تغمده الله برحمته وأسكنه فراديس الجنان . وأغدق عليه شآبيب الرضوان . انتقل الى جوار ربه الكريم راضيا مرضيا . مأسوفا على أخلاقه الغر و سجاياه الزهر , اثر مرض لم يمهله الا أياما قلائل , كنا فيها بين اليأس والرجاء , والشدة والرخاء , لاينعم لنا بال , ولايقر لنا حال , حتى وافاه الأجل الذي لايتقدم ولايتأخر
أجل , لقد وقع ما نحاذر ودنا منا ما نباعد , فلو رأيت النفوس وقد زلزلت زلزالها ، لرأيت حزنا عظيما ومصابا أليما ورزءا جسيما , تفيض له العبرات . وتتصاعد له الزفرات . فانا لله وانا اليه راجعون
أحقا غاب عنا من كان ملء السمع والبصر . وفارقنا من كنت لاتلقاه الا طلق المحيا , باش الوجه جميل الحديث , حاضر البديهة من أدب غض وعلم فياض , وخلق كريم . أهكذا تخيب الفضائل , وتختفي الشمائل , وتمحى رسوم العلوم , وتنطفىء تلك الشعلة التي أضاءت ما حولها وملأ نورها الآفاق
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر فليس لعين لم يفض ماؤها عذر
ولقد دعانا واجب الوفاء , ونحن في غمرة الأسى ولوعة المصاب وصدمة الخطب وغزارة الدموع ، أن نقدم للأمة العربية خاصة والشعوب الأسلامية عامة هذه الصفحات المشرقة الوضاءة , لتكون مرآة صافية لحياة ابن بار من ابنائها العاملين , وعلم خفاق من أعلامها الخالدين الذين وقفوا حياتهم على خدمة العلم والدين