دار الحديث النبوي الشريف

: الخاتمة

أخي القارئ الكريم : قد اراد الله تعالى لهذه الدار الاستمرار في العطاء وتخريج الطلاب الاوفياء فسخر لمشيختها ورعايتها فضيلة العلامة الورع الفقيه والمحدث الأمين الشيخ محمود الرنكوسي الذي قطف ثمار العلوم وتلقى شتى الفنون من حدائق السادة علماء دمشق الغر الميامين وفي مقدمتهم المحدث الأكبر الذي نثر كنانة علمه أخرج النوابغ من طلابه من تلك الدار المغفور له الشيخ محمد بدر الدين الحسني رضي الله عنه وتغمده برحمته . ومن العالم الرباني المحدث الورع التقي المغفور له الشيخ محمد أبي الخير الميداني رحمه الله تعالى . ففي عام 1371 هـ الموافق 1952 م وضع الشيخ محمود حفظه الله تعالى المبدأ والمنهج الأساسي لدار الحديث موضع التنفيذ بتنظيم جديد يضمن لطلاب العلم الشرعي الفائدة المنشودة في التأهيل للنهوض بأمتنا الى قمة المجد والحضارة الاسلامية واحياء التراث الاسلامي العظيم . فنظم فيها الدراسة وفق المناهج الحديثة لاكمال المرحلة الاعدادية الشرعية ولاتنقل المتخرجين إِلى الثانوية الشرعية وباقي كليات الآداب . فكان المتخرجون من اعدادية دار الحديث مثال الطلاب المجدين المتفوقين علماً واخلاقاً وارشاداً وعقيدة ، وكانوا في كل مجال يمثلون الفئة المتحضرة المتخلقة بالاخلاق المحمودة في هذه الأمة وبذا كانت دار الحديث هي الفريدة من نوعها في البلاد وذلك بفضل مساعي واخلاص فضيلة الشيخ محمود حفظه الله تعالى الذي نذر حياته لخدمة هذه الدار وكان مثلاً للاخلاص والوفاء ، وقد سعى حفيظه الله تعالى لضم العادلية الصغرى المجاورة لدار الحديث والى الشرق منها ، فتم اعدادها مطعماً ومهاجع للطلاب مجهزة بأفضل الوسائل وما يتبع ذلك من اثاث ولوازم بحيث لايحتاج الطالب الى شيء من الحاجات التي تصرفه عن متابعة الدراسة . والآن يسعى فضيلة الشيخ محمود الرنكوسي لاكمال رسالته بالعمل على انشاء المرحلة الثانوية لطلاب دار الحديث ، وبأتمام هذه المرحلة يكون قد حقق تمام الوفاء لمشايخه الذين ارادوا لهذه الدار بأن تبقى شعلة مضيئة للحضارة الاسلامية . ومنهلاً معطاء لهذه الأمة في هذا البلد وفي غيره من البلاد الاسلامية ، ويعود الفضل في ذلك كله للجهود التي بذلها فضيلة الشيخ في سبيل عمارة هذه الدار حساً بتشييد بنائها وتجديده بالشكل الملائم يؤازره في ذلك نخبة طيبة من أهل الإِمان والكرم والاخلاص . ومعنوياً بنشر العلم والإِيمان والفضيلة . ومن أعماله المجيدة في هذه الدار درسه المتواصل في إِحدى قاعاتها الواسعة التي أعدت للدروس والمحاضرات العامة والتي تشتمل على مكتبته الكبيرة القيمة والتي ستبقى مرجعاً غنياً للباحثين . والشيخ حفظه الله تعالى لاينقطع عن هذه الدار أبداً ، فهو يأتي اليها صباح كل يوم ويمكث فيها حتى العصر ، يلقي فيها دروسه ومحاضراته ويشرف على طلابها ومدرسيها ودروسها ويزودهم بتوجيهاته وتعاليمه ويمنح الجميع المحبة والاخلاص من قلبه الكبيرالمفعم بالإِيمان بالله تعالى والمتخلق بأخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أدامه الله ورعاه وحفظه لهذه الأمة ذخراً وملاذاً ومرجعاً والله تعالى الموفق

كتب هذه الخاتمة فضيلة الشيخ محمد حسن المتخرج من دار الحديث والخسروية في حلب