دار الحديث النبوي الشريف

بقلم فضيلة الشيخ بدر الدين الحسني

وقوله : لايؤمنون -لايصدّقون- حتّى يحكّموك

أشار الى قوله تعالى : (( فلا وربّك لايؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لايجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً )) لا مزيدة لتأكيد معنى النفي أو القسم والفعل بعده جوابه , وشجر اختلف والتبس , والحرج الضيق , ويسلموا ينقادوا لحكمك , أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي الأسود قال: اختصم رجلان الى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقضى بينهما فقال الّذي قضى عليه ردّنا الى عمر بن الخطّاب فأتيا اليه فقال الرجل قضى لي رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فقال ردّنا الى عمر فقال أكذاك ؟ قال : نعم , فقال عمر : مكانكما حتّى أخرج اليكما فأقضي بينكما فخرج بينهما مشتملاً سيفه فضرب الّذي قال ردّنا الى عمر فأنزل الله تعالى : (( فلا وربّك لا يؤمنون )) الآية

وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والترمذيّ والنسائيّ وابن ماجة عن عبد الله بن الزبير قال خاصم الزبير رجلا من الأنصار في شراج الحرّة فقال : النبيّ صلّى الله عليه وسلّم اسق يا زبير ثمّ أرسل الماء الى جارك فقال الأنصاريّ يارسول الله أن كان ابن عمّتك فتلوّن وجهه ثمّ قال : اسق يازبير ثمّ احبس الماء حتّى يرجع الماء الى الجدار ثمّ أرسل الماء الى جارك. واستوعى للزبير حقّه وكان أشار عليهما بأمر فيه سعة قال الزبير فما أحسب هذه الأية إلا نزلت في ذلك

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيّب في قوله تعالى : فلا و ربّك ...الآية قال أنزلت في الزبير بن العوّام وحاطب بن أبي بلتعة اختصما في ماء فقضى النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم أن يسقي الأعلى ثمّ ألأسفل

وآية بالجرّ عطف على ما قبله فيها لبدر أو به

أشار الى قوله تعالى : (( كما أخرجك ربّك من بيتك بالحقّ )) الآية ذكر الشيخ محمّد الشيباني لمّا استشار رسول الله صلّى الله عليه و سلّم في الخروج الى بدر فأشار عمر بأن يخرج الى بدر فيأمن معرّتهم فأنزل الله تعالى كما أخرجك ربّك من بيتك بالحقّ .... الآية

وقوله في التوبة صفة آية

أشار الى قوله تعالى : (( ولا تصلّ على أحد منهم مات أبداً )) أي لاتصلّ صلاة الجنازة ومنهم ومات صفتان لأحد وقوله تعالى : ولا تقم على قبره أيّ لا تتولّى دفنه . أخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : لمّا توفّي عبد الله بن أبيّ جاء ابنه الى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسأله أن يعطيه قميصه يكفّن به أباه فأعطاه ثمّ سأله أن يصلّي عليه فقام عمر فأخذ بثوبه فقال يارسول الله أتصلّي عليه وقد نهاك ربّك أن تصلّي على المنافقين فقال إنّما خيّرني الله فقال :(( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرّة )) وسأزيد على السبعين , قال إنّه منافق فصلّى عليه فأنزل الله تعالى (( ولا تصلّ على أحد منهم مات ابداً ولا تقم على قبره )) الآية