من كتاب فيض الوهّاب في موافقات سيّدنا عمر بن الخطّاب
وذكر جبريل
هو أحد الملائكة وأفضلهم ماعدا ميكائيل واختلف في أيّهما الأفضل والأسلم الوقف , أخرج ابن عساكر عن عليّ بن أبي طالب رصي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ماشئت أن أرى جبريل الا رأيته معلّقاً بأستار الكعبة وهو يقول ياواحد ياماجد لا تزل عنّي نعمة أنعمت بها عليّ وأخرج البيهقيّ في شعب الإيمان عن جابر رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم إنّ جبريل موكّل بحاجات العباد فإذا دعا المؤمن قال الله تبارك و تعالى ياجبريل احبس حاجة عبدي فإنّي أحبّه وأحبّ صوته , وإذا دعا الكافر قال ياجبريل اقض حاجة عبدي فإنّي أبغضه و أبغض صوته . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقيّ في الشعب عن ابن سابط قال يدبّر أمر الدنيا أربعة جبريل وميكائيل وملك الموت واسرافيل , فأمّا جبريل فموكّل بالرياح والجنود وأمّا ميكائيل فموكّل بالقطر و النبات وأمّا ملك الموت فموكّل بقبض الأرواح وأمّا اسرافيل فموكّل بنزول الأمر عليهم
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء ابن السائب قال أوّل من يحاسب جبريل لأنّه أمين الله تعالى الى رسله وأخرج أبو الشيخ من طريق عطاء عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما عن النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم قال ما بين منكبيّ جبريل مسيرة خمسمائة عام للطير السريع
لأهل الغدر
الغدر ترك الوفاء وقد غدر به فهو غادر وغدره أيضاً وأكثر مايستعمل هذا في النداء بالشتم يقال فلان غدّار وياغدّار , وأهل الغدر هم اليهود سمّوا بذلك لعدم إيفائهم بالعهد ولتركهم الحقّ وأشار الى قوله تعالى : (( من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل و ميكال فإنّ الله عدوّ للكافرين )) والمراد بعداوة الله تعالى مخالفته عناداً أو كراهة القيام بطاعته وعبادته أو معاداة المقرّبين من عباده, وافتتح الكلام بعداوة الله تعالى تمهيداً لذكرهم وتعظيماً لهم وبياناً لفضل منزلتهم عند الله تعالى بإيهام أنّ عداوتهم عداوة الله تعالى . أخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنّ يهوديّاً لقي عمر رضي الله تعالى عنه فقال اليهوديّ إنّ جبريل الّذي يذكر صاحبكم عدوّ لنا فقال عمر من كان عدوّاً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإنّ الله عدوّ للكافرين فنزلت على لسان عمر