من كتاب فيض الوهّاب في موافقات سيّدنا عمر بن الخطّاب
وآيتين أنزلا في الخمر
الأولى قوله تعالى : (( ياأيها الّذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتّى تعلموا ما تقولون )) نهى سبحانه وتعالى عن قرب الصلاة حالة السكر وبالغ في الإجتناب حتّى منع من قربه في تلك الحالة , الثانية قوله تعالى : ياأيّها الّذين آمنوا إنّما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلّكم تفلحون وقرن سبحانه وتعالى الخمر بهذه الأشياء تغليظاً لما فيه من الشرّ والفتن والمفاسد , أخرج البيهقيّ وغيره عن عثمان بن عفّان رضي الله تعالى عنه قال : سمعت النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم يقول : اجتنبوا أمّ الخبائث فإنّه كان رجل فيمن كان قبلكم يتعبّد ويعتزل النساء فعلقته امرأة غادية فأرسلت إليه خادمها فقالت إنّا ندعوك لشهادة فطفقت كلّما دخل باباً أغلقته دونه حتّى أفضى الى امراة وضيئة جالسة وعندها غلام وإناء فيه خمر فقالت لم ادعك لشهادة ولكن دعوتك لتقتل هذا الغلام أو تقع عليّ أو تشرب كاسا من هذا الخمر فإن أبيت سحت وفضحتك , فلمّا رأى أنّه لا بدّ من ذلك قال اسقني كاساً من هذا الخمر فسقته كأساً ثمّ قال زيديني فلم يرم حتّى وقع عليها وقتل النفس فاجتنبوا الخمر فإنّه والله لايجمع الإيمان وإدمان الخمر في صدر رجل ليوشكنّّّّّ أحدهما ان يخرج صاحبه
أخرج الإمام أحمد والترمذيّ وأبو داود والنسائيّ عن عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه أنّه لمّا نزل تحريم الخمر قال اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً فنزلت الآية التي في البقرة : ((يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير )) فدعاه فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت هذه الآية التي في النساء (( ياأيّها الذين آمنوا لاتقربوا الصلاة وأنتم سكارى )) فكان منادي رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم إذا قام الى الصلاة نادى أن لا يقربنّ الصلاة سكران فدعاه فقرئت عليه فقال اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً حتّى نزلت هذه الآية فدعا عمر فقرئت عليه فلمّا بلغ فهل أنتم منتهون قال عمر رضي الله تعالى عنه : انتهينا
وآية الصيام في حل الرفث
أشار لقوله تعالى : أحلّ لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم أخرج الإمام أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن كعب بن مالك عن ابيه قال : كان الناس في رمضان إذا صام الرجل فأمسى فنام حرم عليه الطعام والشراب والنساء حتّى يفطر من الغد فرجع عمر بن الخطّاب رضي الله عنه من عند النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ذات ليلة وقد سهر عنده فرأى امرأته قد نامت فأرادها فقالت : إنّي قد نمت , فقال : ما نمت ثمّ وقع بها . وصنع كعب بن مالك مثل ذلك فغدا عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه الى النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم فأخبره فنزلت هذه موافقة لسؤال عمر رضي الله تعالى عته
وقوله نساؤكم حرث
أشار الى قوله تعالى : ((نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنّى شئتم )) أي موضع حرث لكم فجامعوهنّ من أيّ شقّ أردتم , أخرج الإمام أحمد والترمذيّ عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما , قال : جاء عمر بن الخطّاب الى رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم فقال يارسول الله هلكت قال : وماأهلكك قال : حوّلت رحلي الليلة قال : فلم يرد عليه شيئا فأنزل الله تعالى هذه الآية : نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنّى شئتم أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة