دار الحديث النبوي الشريف

Historical view | Photo Gallery | Badr Al-Deen | Rankousi | Midani | Al-Huassain
المقدّمة | محمّد أبو الخير الميداني | شيوخه | شمائله رضي الله عنه | حياته العلميّة | تلاميذه | بعض كراماته
القصر الشريف | مشيخة دار الحديث | الذين تخرّجوا من دار الحديث | أعضاء مجلس الأدارة | الشيخ عبد القادر القصّاب | المدرسة التي أسّسها | الخاتمة
المقدّمة | المعرفة الحقيقيّة لدار الحديث | أوقاف دار الحديث | شروط مشيخة دار الحديث | تجديد دار الحديث الأشرفيّة | فوائد | الخاتمة
ولادته ونسبه | صفاته وأقوال العلماء فيه | رحلاته ومؤلّفاته | شيوخه وتلاميذه | صورة الاجازة | بعض كراماته | تراجم عن حياته رحمه الله
نشأته رحمه الله | هيئته الخلقيّة رحمه الله | ملبسه المبارك | كرمه رضي الله عنه | احسان جبر الخواطر | باعه العلميّ | شجاعته وقوّته
المؤلّف الشيخ صلاح الدين فخري | ترجمته لحياة الشيخ محمود | ماكتبه عن الشيخ حسين | معرفته بالشيخ مختار العلايلي | تعرّفه على الشيخ محمود
المقام وبدر | التظاهر والستر | جبريل | أية الخمر والرفث و الحرث | التحكيم و بدر والتوبة | البهتان والأستئذان والحفظ | الأذان والمخاللة والمنافقين

small logo

ولادته ونسبه بقلم الشيخ محمود الرنكوسي

ولد الشيخ الأكبر بدر الدين الحسني رحمه الله تعالى في دمشق سنة 1267ه وكانت ولادته في داره الملاصقة لدار الحديث الأشرفية التي كانت مقره ومقر أئمة الحديث الشريف , وولادته هذه من أبوين فاضلين تقيين ورعين . فوالدته السيدة عائشة بنت المرحوم ابراهيم الشهير بالكزبري هي من أعرق عوائل دمشق بالعلم والفضل والحسب والنسب خصوصا علم الحديث الشريف الذي انتهت رآسته اليها , وهي عائلة آل الكزبري الأماجد وقد اعتنت رحمها الله بولدها المترجم وسلمته الى شيوخ العصر ومن اعتنائها به أنها كانت لاترضعه الا وهي على طهارة كاملة وكانت في شهر رمضان لاترضعه نهارا . وقد رأت أمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وضع تمرة في فيه فاستيقظت من منامها والتمرة في فمه يمضغها . ووالده هو العلامة الكبير والشاعر النبيل والامام الشهير الشيخ يوسف بن العلامة الشيخ بدر الدين المراكشي السبتي الحسني المالكي مذهبا الدمشقي وفاة ينتهي نسبه الى الولي الكبير الشيخ عبد العزيز التباع استاذ الولي الكبير الشيخ الجزولي , والشيخ عبد العزيز المذكور ينتهي نسبه الى سيدنا الحسن السبط رضي الله عنه , والشيخ يوسف المذكور والد المترجم هاجر من مراكش الى مصر ودخل الجامع الأزهر وأخذ عن العلامة الشيخ حسن العطار والعلامة الصاوي والفضالي والأمير الصغير والشيخ فتح الله وغيرهم من مشايخ العصر . ومن رفاقه في طلب العلم العلامة الأشموني والباجوري وغيرهما وأجيز من الشيخ المحدث الكبير عبد الرحمن الكزبري الدمشقي وله ما ينوف عن ماية مؤلف في سائر الفنون خصوصا الأدب . توفي يوم الخميس الواقع في 19 جمادي الآخرة سنة 1279ه في دمشق وقد دفن في تربة باب الصغير جوار قبور آل البيت الكرام وقبره مشهور يزار وله من الأولاد اثنان أحدهما الشيخ أحمد بهاء الدين وهو الأصغر وكان من أهل العلم والفضل ومن مشايخ الطريقة النقشية وثانيهما الشيخ الأكبر محمد بدر الدين المترجم

بدء الشيخ بدر الدين في طلب العلم وتحصيله

نشأ في حجر والده وقد أتم حفظ القرآن الكريم وتعلم الكتابة وهو ابن سبع سنين ثم اخذ في مبادىء العلوم , ولما توفي والده كان له من العمر اثنتا عشرة سنة فجلس في غرفة والده في دار الحديث الأشرفية يطالع الكتب ويحفظ المتون بأنواع الفنون وقد حفظ عشرين ألف بيت من متون العلم المختلفة وكان رحمه الله تعالى يحفظ غيبا صحيحي البخاري ومسلم بأسانيدهما وموطأ مالك ومسند أحمد وسنن الترمذي وأبي داود والنسائي وابن ماجه وكان يحفظ أسماء رجال الحديث وماقيل فيهم من جرح وتعديل ويحفظ سني وفاتهم ويجيبك عما شئت منها ومؤلفاته تنوف الأربعين ولم يجاوز العشرين من عمره وله الباع الطويل والقدم الراسخة في كافة العلوم حتى الرياضيات العالية والحكمة والفلسفة والطب والهيئة والجغرافية والهندسة وكان اذا ذكر حديثا جلس ساعة يتكلم في شرحه وما يستنبط منه حتى يقول الحاضرون لم يبق شيء يستنبط من هذا الحديث , ثم يقول الشيخ : ويؤخذ من هذا الحديث كذا وكذا ويؤخذ منه كذا وكذا الخ

وفي يوم الجمعة يجلس بعد صلاتها الى صلاة العصر في شرح حديث واحد في جامع بني أمية وكان رحمه الله يقرىء الطلاب في الجامع الأموي النحو والصرف والبلاغة والمنطق والفقه وغيرها وكان يقرىء تفسير البيضاوي عن ظهر قلبه بدون أن يحمل كراسة , ولما أحس أنه قد ألم بنفوس العلماء بعض القلق حيث أقبل الناس على درسه اعتزل في غرفته في مدرسة دار الحديث الأشرفية ولم يخرج منها مدة عشر سنين وكان يصلي الجمعة في حجرته الملاصقة للمسجد من جهة الشرق وكان في حجرته نافذة الى بيته يذهب ويأتي منها وفي مدة اعتزاله أكب على المطالعة والحفظ وأقبل بكليته على علم الحديث حتى صار فيه الحجة البالغة والمرجع الأوحد للعام والخاص , ولما جاوز الثلاثين من عمره شرع في الدرس العام في جامع السادات بدلا من درسه السابق في مسجد بني أمية ارضاء للمدرسين فيه فقرأ درسا عاما عن ظهر قلبه من صحيح البخاري وقد أعجبت الناس فصاحته وتكلم على الحديث الواحد من علوم شتى لم تعرف بديار الشام كالحكمة والطب والرياضيات وغيرهما فلما كثر الخلق عليه وضاق بهم الجامع انتقل الى جامع سنان باشا فكان يقرأ ليلة الجمعة والأثنين من المغرب الى العشاء فلما ضاق المسجد بالناس انتقل الى الجامع الأموي وابتدأ فيه درسه الأول بالحديث الأول من صحيح البخاري فأجاد وأفاد حتى أخذ بمجامع قلوب السامعين من ولاة وحكام وعلماء وخطباء وأدباء وحكماء وعامة الناس وذلك في سنة 1292ه فما رأى الناس مثل هذا الدرس ، وقد ذكر سند الحديث العالي و مشايخه وأتى على مقدمة قيمة في علم الحديث ولم يترك علما من العلوم المعقولة والمنقولة الا وذكر شيئا منها ثم ختم الدرس بالدعاء باصلاح الأمة والتوفيق لولاة الأمور وذلك بنظم سلس من انشائه وارتجاله ثم داوم بعد ذلك على هذا الدرس في كل يوم جمعة من بعد صلاتها الى أذان العصر فيقرأ حديثا من صحيح البخاري بسنده المتصل ويبين مابني عليه من الأحكام الشرعية على اختلاف مذاهب المجتهدين مع مأخذهم وأدلتهم ويرجح الأقوى منها ويأتي بما يناسب المقام من سائر العلوم وقد تبلغ الأحاديث التي يذكرها استشهادا لحديث الباب منه مأة حديث ويذكر تلك الأحاديث بأسانيدها المتصلة ويقرر المسألة الواحدة على المذاهب الأربعة مع أدلتها ويطبق عليها علم الأصول وآداب البحث والبلاغة والتفسير والتوحيد والآلات كلها حتى الحكمة والفلسفة والطب والهيئة والهندسة . وكثيرا ما يحضر درسه من لهم اختصاص بالطب والرياضيات فيذعنون للأستاذ بأنه صاحب اليد العليا في هذه الفنون ويقولون أفنينا العمر وما وصلنا الى ما وصل اليه الأستاذ , وكثيرا ما يحضر درسه الحكام والقضاة وغيرهم فيجلسون الى جانبه والناس حوله والواقفون أكثر من الجالسين وصوت الأستاذ يبلغ الجميع يهدر هدير الحمام وهو لايتوقف ولايتلعثم في حديث أو تمثيل أو عبارة مع حسن الالقاء وكلما أطال الدرس أجاد , وينتقل من البحث الذي هو فيه الى بحث آخر بأدنى مناسبة ويلتفت الى الحاضرين بوجهه وهم طبقات شتى يذكر الأحاديث المخوفة ويشدد الأمر عليهم خصوصا ولاة الأمور حتى يبكيهم , ثم يعود بالمناسبة ويذكر الأحاديث الدالة على الرجاء وثواب من يتولى أمور الخلق فيعدل بينهم ويقوم بالحق ويؤدي الأمانات الى أهلها , وهكذا شأنه رحمه الله تعالى الترغيب والترهيب شأن الأطباء الذين يجسون النبض ويضعون العلاج بحيث لايمل السامع من حديثه ووعظه مهما طال ثم يختم درسه بالحديث المبدوء به مع انسجام غريب يحير الألباب وقد يذكر حديثا من المسلسلات باسناده ورجاله وربما تزيد عن الثلاثين ولو كتب درسه الواحد بالحرف لبلغ جزءا لطيفا بلا شك ولا ريب , وكان أكثر طلابه ومستمعيه يكتب بسرعة الأحاديث التي يذكرها بالمناسبات واذا فاتهم شيء من ذلك يتمونها منه خارج الدرس . ومع هذه السرعة يفهم الحاضرون كلامه حتى العامة منهم وينقلون كلامه الى البيوت والى الشوارع وما ذلك الا بسبب اخلاص المربي الكبير . وهكذا نشر علمه بين الناس فبمثل هذا فليعمل العاملون

 

 

 

 

Valid XHTML 1.0!

Valid CSS!

About Us | Site Map | Privacy Policy | Contact Us | ©2004 Dar Al-Hadith