: وأما تلاميذه ممن توفاهم الله تعالى فمنهم
المرحوم الشيخ ابراهيم الغلاييني وابن عمه المرحوم الشيخ جميل الميداني والمرحوم الشيخ محمد عبده الكبير والمرحوم الشيخ محمد عبده العربيني الحافظ والمرحوم الشيخ أحمد القشلان والمرحوم الشيخ صبحي القدسي والمرحوم الشيخ محمد بركات والمرحوم الشيخ محمد الامام والمرحوم الشيخ راشد القوتلي والمرحوم الشيخ عبد الغني الدره الدوماني والمرحوم الشيخ محمد نجيب الأسطواني والمرحوم الشيخ فريد مراد والمرحوم الشيخ يحيى عبيد السقباني
بهذه الروح المؤمنة المخلصة , وعلى هذا الأساس الوطيد , ساس الشيخ رحمه الله شؤون الناس فكان للطلاب أبا رحيما وللأساتذة صديقا حميما , مارأيت والله شخصا أجمعت القلوب على محبته والألسن على الاشادة بعبقريته وحكمته سوى هذا الفقيد العظيم , لأن الصفاء معدنه والطهارة منبته والتقوى شعاره والوفاء دثاره وحب الخير سجيته والعفو طبيعته . ولاأدل على حب الناس له وحزنهم العميق على فراقه من وداعهم له يوم وفاته وحملهم له الى مقره الأخير على أكفهم , فلم يبق يومها عين لم تذرف الدمع الغزير ولا قلب لم يحزن لفقد الراحل العزيز . ولقد كان الناس على اختلاف طبقاتهم يتبادلون التعازي لشعور كل واحد منهم أنه فقد أبا رحيما وسندا كبيرا
وهكذا يظهر تقدير الأمة لعلمائها العاملين المخلصين , وزعمائها المحبوبين , كيف لا وقد كان الفقيد رحمه الله الركن الذي يلاذ به في الأزمات , والحكم الذي يرجع اليه في الخلافات فكان العلماء يحكمونه فيما بينهم وكانت نصائحه وارشاداته مقبولة مسموعة من الجميع تأتي على الجروح كالبلسم الشافي فتلتئم وعلى القلوب فتصفو وتنتعش
ولاتزال الأمة تذكر مواقفه الكثيرة في مقارعة المستعمرين وتأييده ومساعدته المادية والأدبية للثورة السورية , وما تلاها من مواقع كثيرة بين الشعب المؤمن بحقه والمستعمر الغاصب , فكان رحمه الله نعم السند والمساعد في جميع المواقف والمواقع , وكان الزعماء السياسيون يفدون اليه يستلهمون منه النصح والمشورة والقوة المعنوية التي كانت تدفعهم للاستمرار في النضال المضني ضد المستعمرين
وبعد فهذا غيض من فيض وموجز من جزيل , ولو أردنا أن نورد تفصيلا لحياة الفقيد وجليل أعماله لضاق بنا المقام . فللفقيد الرحمة والرضوان ولآله وتلامذته بصورة خاصة وللأمة الاسلامية بصورة عامة أصدق التعازي مع الصبر والسلوان , وانا لله وانا اليه راجعون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته