: نبذة عن حياة الملك الأشرف
هو الملك الاشرف مظفر الدين موسى بن الملك العادل ، والملك العادل أخو صلاح الدين من ملوك الدولة الايوبية بمصر والشام ، ولد سنة 576 هـ وتوفي سنة 635 هـ وهوباني دار الحديث الاشرفية شرقي القلعة وداراً ثانية للحديث في سفح جبل قاسيون . والمعروف الآن باسم حي بين المدارس كما بنى رحمه الله جامع التوبة بالعقيبة وقد كان خاناً للزنجاري وفيه من المنكرات الشيء الكثير ، وذكر أنه لما فرغ من بنائه سأل بعض أهل العلم عما يسميه ، فأشاروا عليه بأن يسميه جامع التوبة وبنى أيضاً جامع الجراح خارج باب الصغير أحد أبواب مدينة دمشق الثمانية ، ومسجد دار السعادة ومسجد القصب ، وهذا المسجد هو مسجد الأقصاب الذي يعرف بجامع السادات مز القصب وأما مسجد دار السعادة فلم أقف على مكانه . كان ابتداء مرضه رحمه الله في رجب سنة 634 هـ واختلفت عليه الأدواء حتى كان الجرائحي يخرج العظام من رأسه وهو يسبح الله تعالى ، وامتد به المرض حتى إِذا كانت آخر سنة 634 هـ زاد مرضه واعتراه إِسهال مفرط فخارت قواه وشرع في التهيؤ للقاء الله تعالى ، فاعتق مئتي غلام وجارية ، ووقف دار السعادة وبستانه بالنيرب على ابنه ، وتصدق بأموال جزيلة ، وأحضر له كفن كان قد اعده لنفسه . من ملابس الفقراء الأولياء والمشايخ الصالحين . وكان رحمه الله شهما شجاعاً كريماً عفيفاً جواداً لأهل العلم ، لاسيما أهل الحديث توفي رحمه الله يوم الخميس رابع محرم سنة 635 هـ ودفن بالقلعة حتى نجزت تربته التي بنيت له شمالي الكلاسة قرب تربة عمه صلاح الدين الايوبي ثم حول اليها رحمه الله في جمادى الاولى من تلك السنة