وفاته رضي الله عنه
توفي رحمه الله تعالى صباح الجمعة في 27 من شهر ربيع الأول سنة 1354ه الموافق شهر حزيران سنة 1935 , ولما نزل الخطب المدلهم وثلم الدين بوفاة المحدث الأكبر توافد الناس على داره ودار نجله فخامة الرئيس تاج الدين يشاطرونه وأهله الأسى والأسف فكان يستقبلهم أحفاد الفقيد . وقد أشرف على تنظيم موكب الفقيد الغالي صاحبا المعالي وزيرا العدلية والأشغال وعطوفة رئيس بلدية دمشق والشيخ عبد القادر العاني وآل الفقيد وتلامذته . وقد أعلن المؤذنون وفاته بجميع المآذن فارتاعت المدينة ارتياعا عجيبا وحملت أسلاك البرق والهاتف النبأ المفجع الى البلاد السورية فتوافدت الوفود وكان في مقدمتها وفد بيروت برئاسة سماحة الشيخ محمد توفيق الخالد مفتي الجمهورية اللبنانية , ووفد حلب برئاسة دولة والي حلب , ثم باقي الوفود . وفي الساعة الثانية والنصف تماما تحرك موكب النعش من دار الفقيد يتقدمه طلاب العلم والشباب والجنود وثلة من العلماء , وجميع رجال الكتلة الوطنية وشبابها ومشى وراء النعش آل الفقيد وفخامة رئيس الجمهورية وأصحاب المعالي الوزراء والمندوب الأفرنسي وعطوفة رئيس البلدية والمستشارون وقائد الدرك العام وضباط الدرك من سوريين وأفرنسيين وموظفو الحكومتين والوجهاء والأعيان والعلماء والشباب وثلة من الجند والشرطة , وتابع الموكب سيره من حارة الحلبوني الى شارع جمال باشا فسوق الحميدية فباب البريد فجامع بني أمية حيث صلي عليه هناك مرات عديدة لعدم تمكن الناس من الصلاة عليه دفعة واحدة , ثم نقل النعش من سوق الحميدية فشارع الدرويشية فباب الجابية فباب الصغير , وكانت الطرق تعج بالناس وعدد المشيعين ينوف على مائة وخمسين ألف نسمة . ثم وصل الى مقره الأخير بعد أن رثاه كثير من العلماء والأدباء , وقبره مشهور يزار وقد شيد عليه مسجد ضخم ودفن الى جانبه زوجته وولده فخامة رئيس الجمهورية الشيخ تاج الدين , وقد استغرق الموكب المشيع لجثمان الفقيد من المسجد الى مقره الأخير خمس ساعات مع أن المسافة بينهما لاتتجاوز ثلث الساعة