قال الله تبارك وتعالى :{شهد الله أنه لاإله إلاهو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لاإله إلاهوالعزيزالحكيم}
إن الدين عند الله الإسلام . قال سعيد بن جبير.كان حول الكعبة ثلثمُائةٍ وسِتون صنماً:فلما نزلت.{شهد الله . . . .إلا هو الأية} خرت هذه الأصنام ساجدةً لرب العزة.وعن ابن كيسان: شهد الله بتدبيره العجيب،وصنعه المتقنِ الغريب . وأموره المحكمة.شهد لنفسه عند خلقه أنه لا إله إلا هو. وقيل:إن من قرأ { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم} . . . . عند منامه ، خلق الله تعالى منها مَلَكَاً يستغفر له إلى يوم القيامة ؟ . . . .
ما في الوجود سواك رب يعبد كلا ولا مولى سواك فيقصد
يا من له عنت الوجوه بأسرها ذلاً وكل الكائنات توحّـِدُ
أنت الإله الواحد الفرد الذي كل القلوب له تُقرُ وتشهد
يامن تفرد بالبهاء وبالسنا في عزه وله البقاء السرمد
يا من له وجب الكمال بذاته فلذاك تُشقي من تشاء وتُسعِد
وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى . { غافر الذنب } يعني لمن يقول لا إله إلا الله.{ وقابل التوبِ }لمن يقول لا إله إلا الله.{ شديدُ العقاب } لمن لم يقل لا إله إلا الله: وقال تعالى { إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا } قال ابن عباس: العهد شهادة أن لا إله إلا الله: وقال تعالى { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } أي من جاء بقول لا إله إلا الله. . وقال بعض أهل العلم: قول لا إله إلا الله حرز منيع وحصن حصين فمن قال لا إله
إلا الله تحصن من كل سوء لقوله عليه الصلاة والسلام.{مَجّدوا ربكم بقول لا إله إلا الله فان الله تبارك وتعالى يقول { هي حصني،ومن دخل حصني أمن عذابي } وقال ابن عباس رضي الله عنهما:لو يعلم المذنبون ما في قول:لا إله إلا الله لأكثروا من ذكرها. فإن الليل والنهار أربع وعشرون ساعة، ولا إله إلا الله، أربعة وعشرون حرفاً. كل حرف منها يكفر ذنوب ساعة . وقيل إن العبد إذا قال لا إله إلا الله . في ساعة من النهار أو الليل،طاش ما في صحفيته من الذنوب والخطايا حتى تسكن إلى أمثالها من الحسنات. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله } وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله } وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . .{ ليس على أهل لا إله إلا الله. وحشةٌ في قبورهم . ولا في بعثهم ولا في نشورهم وكأني بهم وقد خرجوا من قبورهم . ينفضون التراب عن رؤوسهم وهم يقولون لا إله إلا الله حتى يدخلوا الجنة،فيقولون:الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور }
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم . أي الأعمال أفضل ؟ قال .{ أن تموت ولسانك رطب بذكر الله تعالى } وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { يقول الله تبارك وتعالى لملائكته{ قربوا مني أهل لا إله إلا الله فإني أحبهم }
اخواني : إن أهل التوحيد في مقعد صدق عند مليك مقتدر . سبقت محبتهُ لهم قبل خلقهم وطاعتهُم له قبل إيجادهم . فصاروا أولياء بالموهبة القديمة, لا جرم جاء مدحُهم في الآيات الكريمة المبينة المكنونة { يحبهم ويحبونه }
وعن الصنايبي رحمه الله تعالى قال: دخلت على عبادة بن الصامت رضي الله عنه.وهو في النـزع فبكيت فقال مهلاً ، لم تبكي فوالله لئن استُشهدتُ لأشهدن لك ، ولئن استُشفعتُ لأشفعن لك ولئن استَطعت لأنفعك ، ثم قال والله ما من حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكم فيه خير إلا حَدَّثْتُكُمُوْهُ إلا حديثاً واحداً ، وسوف أُحَدِّثُكُمُوْهُ اليوم وقد أحيط بنفسي : سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم . يقول:{ من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله حرم الله عليه النار } وعن أبي الأسود الدؤلي . أن أبا ذر رضي الله عنه حدثه أنه قال . أتيت النبي صلى الله عليه وسلم . وهو نائم وعليه ثوب أبيض ، ثم أتيته ثانياً فإذا هو نائم . ثم أتيته ثالثاً وقد استيقظ فجلست إليه فقال : { ما من عبد قال لا إله إلا الله.ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة : قلت . وان زنى وان سرق : قال . وان زنى وان سرق. ثم قال في الرابعة . وان زنى وان سرق على رغم أنف أبي ذر } فخرج أبو ذر وهو يقول على رغم أنف أبي ذر .
اخواني : انظروا إلى فعل هؤلاء الموحدين كيف لايمنعهم الحياء عن إجهار ذكر رب العالمين ، ولا يستنكفون عن تنـزيه الحق بين سائر المخلوقين وقد قال تعالى. { فاذكروني أذكركم } فانظروا رحمكم الله إلى كلمة الإخلاص ما أعظم شأنها . وما أرفع عند الله مكانها فأكثروا من ذكرها لتنالوا جزيل أجرها . فيها يحصل الثواب الكامل،والأجر الوافر وبقولها يتميز المؤمن من الكافر. ومامن عبد يسمع المؤذن فيقول : مثل ما يقول ، فإذا قال:لا إله إلا الله . قال لا إله إلا الله ومسح وجهه بيديه تبركاً بها ومر بهما على لحيته . إلا كتب الله تعالى له بكل شعرة أصابتها يده حسنة وحُطَّ عنه بها سيئة .
لان كلمة لا إله إلا الله هي العهد الذي يقطعه العبد بينه وبين ربه . وهو عهدُ الإيمان به والتصديقُ برسوله صلى الله عليه وسلم .وهذا التصديق يجعلك دائماً في حراسة الله ورعايته . ويوقظ في قلبك الضمير الديني الذي يوصلك إلى بَرِّ الأمان الذي ينجيك يوم الفزع الأكبر من كل ما يعترضك . لتكون مع الفائزين الابرار.
فنسألك اللهم أن تغفر لنا وترحمنا يوم العرض عليك لأننا كلنا مستمسكين بلا إله إلا الله . ومعتقدين بلا إله إلا الله . ولا نَحيد عن لا إله إلا الله.ولا يُوْجَدُ في قلوبنا إلا لا إله إلا الله لأننا نحب . لا إله إلا الله . ونسألك اللهم . يا ربنا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . أن تتوفانا وتُميتنا على لا إله إلا الله . . .
خطبة الجمعة:في جامع الدلامية
للشيخ حسين صعبية
بتاريخ 23 شوال 1418 هجري الموافق 20/2/1998 م