خطبة:الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
يقول الله تعالى في الحديث القدسي:{ياابن آدم.لاتكن ممن يُؤَخّرِ التوبة ويطوِّلُ الأمل.ويرجع إلى الآخرة بغير عمل.يقول قول العابدين.ويعمل عمل المنافقين.إن أُعطيَ لم يقنع.وإن مُنع لم يصبر.ويحبُّ الصالحين وليس منهم.ويبغضُ المنافقين وهو منهم.يأمر بالخير
أن أفضل الأعمال،الحبُّ في الله.والبغض في الله. أيها الإخوةُ الأحباب: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.حين سأله أبو ثعلبة الخشني رضي الله عنه،عن تفسير قوله تعالى{لايضركم مَنْ ضل إذا اهتديتم}فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:{يا أبا ثعلبة مُرْ بالمعروف وانْهَ عن المنكر،فإذا رأيت شُحاً مطاعاً،وهوىً متبعاً،ودنيا مؤثرةً،وإعجابَ كل ذي رأيٍ برأيه.فعليك بنفسك ودعْ عنك العوام
إن من ورائكم فتناً كقطع الليل المظلم،للقابض فيها على دينه من الأجر بمثلِ ما أنت عليه أجرُ خمسين}
أيها المؤمنون الأفاضل.
إن دعوة الأمربالمعروف والنهيِ عن المنكر.دعوةُ السماء لأهل الأرض.وبها أرسل الرسل.وتنـزلت الكتب.ونرى القرآن الكريم زاهراً ببيان فضل الله الذي أفاء به على عباده.الذين يبلغون رسالات الله.ويخشونه ولايخشون أحداً إلا الله.إنها دعوةٌ للعاِلم ليبلغَ رسالةَ ربه ويخشى الله فيها.فلا يبيعُ دينه بدنياه.بل يقول الحق.وينطق الصدق.لأن الله هو الحقُّ المبين.إنها دعوة للتاجر.من لاتتحكم فيه الأنانية.ويستولي عليه الطمع.فلا يكتفي بالربح الحلال.ولا يبالي بالحرام.فهو لا يشبعُ.أبداً ويتبرأ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم.حيث يقول{من غشنا فليس منا}وأما التاجر الأمين بيَّنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم.منـزلة فقال.{التاجر الصدوق يُحشَرُ مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين}إنها دعوة الأب ليُحْسِنَ تربية ولده.فيوجهه الوِجهة الصالحة.كما نسمعه في قول الله عز وجل.{يا أيها الذين آمنوا قُوْا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكةٌ غلاظ شِداد لا يعصون الله ما أمرهم.ويفعلون ما يؤمرون}إنها دعوة الأم لتعيش الفضيلة وأن تؤمن برسالتها،بأنها مربيةُ جيل.وأنها قدوةٌ في كل ما تقول وتفعل.
الأم مدرسةٌ إذا أعدد تها أعددت شعباً طيب الإعراق
عن درة بنت أبي لهب قالت:جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال:مَنْ خيرُ الناس يارسول الله؟قال{آمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر} :ما كانت الامة الاسلامية خيرَ أمةٍ أخرجت للناس إلا لأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر،فان الله سبحانه وتعالى مدح هذه الأمةَ.ما أقاموا ذلك واتصفوا به.فاذا تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خسروا دنياهم وأخراهم،فسبب فلاح المؤمنين وسعاد تهم.إنما بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.لأنهم خلفاءُ الله في الأرض.فكل مَنِ ارتكب ما لاينبغي يحاسب عليه ويدل على ذلك ما رُوي عن ضبة بن محصن العنـزي قال وُلّيَ علينا أبو موسى الأشعريَّ أميراً بالبصرة،وكان إذا خطبنا،حمد الله وأثنى عليه.وصلى على
النبي صلى الله عليه وسلم.وأنشأ يدعو لعمر بنِ الخطاب رضي الله عنه فغاظني ذلك منه فقمت إليه،وقلت له:أين أنت من صاحبه.{يعني:أبابكر الصديق}رضي الله عنه .تفضله عليه.فكتب أبو موسى الاشعريَّ إلى عمرَ يشكوني،ويقول في شكواه:إن ضبةَ بن محصن العنـزي يتعرض لي في خطبتي فكتب إليه عمر أن أرسله إليَّ.فأرسلني إليه،فقدمت إليه،فضربتُ عليه الباب فخرج إليَّ فقال مَنْ بالباب،فقلت أنا ضبةُ بنُ محصن العنـزي.قال:لامرحباً بك ولا أهلاً،قلتُ،أما المرحبُ فمنَ الله تعالى،وأما الأهل:فلا أهل لي ولامال فبماذا استحللت يا عمرُ إيقافي بين يديك من البصرة بلا ذنب أذنبتُهُ ؟ قال:ما الذي شجر بينك وبين عاملي{أبي موسى}قال:الآن أخبرُكَ
إنه كان إذا خطبنا.حمد الله وأثنى عليه،وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وأنشأ يدعو لك،فغاظني ذلك منه،فقمت إليه،فقلتُ له:أين أنت من صاحبه أبي بكر،تفضله عليه،فصنع ذلك جُمُعَاً عديدة.ثم كتب إليك يشكوني.قال فاندفع عمرُ يبكي وهو يقول:أنت والله أوفقُ منه وأرشد.فهل عفوت عني؟ يغفر الله لك،قال:قلتُ غفرَ الله لك ياأمير المؤمنين.قال:ثم اندفع باكياً ويقول واللهِ،لليلةٌ من أبي بكر ويومٌ خيرٌ من عمروآلِ عمر{أي:ليلةُ هجرته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وموقِفُهُ يومَ موته صلى الله عليه وسلم}يعني:في يوم هجرته خرج مضحياً بنفسه وماله وولده.خائفاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم.مرةً يمشي خلفه،ومرةً عن يمينه.ومرةً عن شماله.ومرةً أمامه
حتى سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم.لِمَ تفعلُ ذلك ياأبابكر.فقال خوفاً عليك يا رسول الله،لأن القومَ يترصدونك،وإن متُّ أنا،فأنا رجل واحد وإن متَّ أنت، هلكتِْ الأمةُ وضاع الدين، والموقف الثاني:يوم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم.سقط عمرُ مغشياً عليه: وقام أبو بكر رضي الله عنه يخطب في الناس.أيها الناس: من كان يعبدُ محمداً.فإن محمداً قد مات. وكان يعبُدُ الله فان الله حيٌّ لا يموت،واسمعوا قول الله عز وجل.{وما محمدٌ إلا رسولٌ قدخلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قُتِل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلبْ على عقبيه فلن يضُرَّ الله شيئاً،وسيجزي الله الشاكرين} واتجه إلى عمر حينما أراد عمر أن يلاين المرتدين عن دفع الزكاة.يقول له
ثكلتك أمك يا ابنَ الخطاب.أجبارٌ في الجاهلية، خوَّارٌ في الاسلام.
ايها الأحبةُ المؤمنون.
أين أنتم، هل ضمنتمَ نهايتكم ، هل ضمنتم صحتكم ، هل ضمنتم السلامة على الصراط ، والفكاك من الميزان ، أين الضمان ؟ لاضمان لكم ، فاستغفروا الله ،وفِرّوا من ذنوبكم ، فكلنا ذنوب ، وهذه سُنةَُ الله في خلقه فليس أمامنا إلا أن نُقلعَ عن ذنوبنا. ونرجعَ إلى ربنا ونسيِرَ في طريقه الذي رسمه لنا ، فقال تعالى :{وأن هذا صِراطي مستقيماً فاتبعوه ، ولا تتبعوا السبل ، فتفرَّقَ بكم عن سبيله}